إن الإدارة الأميركية التي تمتلك الأسلحة البيولوجية والنووية وغيرها،أضافت سلاحا" جديدا" يتجاوز القيم الأخلاقية والإنسانية،وهو سلاح استخدام الأقليات وتضحياتهم وأحلامهم،في صراعها مع الأنظمة والشعوب،لتحقيق مصالحها وأهدافها للسيطرة على العالم.والمخطط الأميركي يستغل التنوع في المجتمعات العربية التي تضم أقليات دينية أو عرقية أو قومية، تحتفظ بخصوصية ثقافية أو حضارية أو دينية،.مما يفسح المجال لاستغلالها،لإثارة الفتن الداخلية،وإبتزاز الأنظمة،ولأن منطقة الشرق الأوسط تعتبر المنطقة الإستراتيجية الأساس في المشروع الأميركي العالمي لإمتلاكها الإحتياط النفطي الرئيسي للإقتصاد العالمي،ولإضعاف الأنظمة الحاكمة لإبقائها تحت الحماية الأميركية خوفا" من شعوبها،ومنعها من إستغلال ثرواتها الطبيعية وتنمية إقتصادها الوطني،فقد عمدت إلى إطلاق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يعتمد على الأسس التالية:
أ- الوجود الأميركي العسكري والسياسي المباشر.
ب-نتيجة قدرات إسرائيل العسكرية وتفوقها الردعي.
ج- إثارة الفتن الداخلية وإضعاف الأنظمة وإخماد قوى الممانعة والمقاومة.
وقد باشرت أميركا بتنفيذ خطتها ولم يبق لإستكمالها إلا إثارة الفتن الداخلية وذلك عبر ثلاث وسائل.
- دعم الأقليات الدينية والعرقية ضد النظام الحاكم.
- إستغلال ما يسمى(القاعدة)كعود ثقاب لإشعال الفتن.
- دعم القوى السياسية الحليفة تحت عنوان نشر(الديمقراطية الأميركية).
وقد وجدت أميركا في العالم العربي وإمتداداته الإسلامية نتيجة تاريخه الحضاري والديني ,بيئة نموذجية لمشروع الفوضى المنظمة,حيث تتشكل المجتمعات من موزاييك ديني وقومي،فنادرا" ما نجد شعبا"من شعوب المنطقة يمثل مجتمعا " نقيا"على المستوى العقائدي والقومي،بل يتكون من أغلبية وأقليات،موزعة على بقية البلدان يجمعها الرابط الثقافي والديني،وتفرقها الحدود والجنسيات،والملفت أن المشروع الأميركي لا يأخذ موقف الداعم لأي أقلية بالشكل العام والمطلق على صعيد المنطقة كلها بل وفق ظروف المكان والزمان ،فيمكن أن تكون أميركا مع الأكراد في العراق وضد الأكراد في
تركيا ،...!! ويمكن أن تكون مع الشيعة،في العراق وضد الشيعة في لبنان ...!!
ومع السنة في لبنان وضدهم في فلسطين...!! مع المسيحيين في لبنان...!! ولا تحميهم في فلسطين والعراق ...!! هي مع الدروز في لبنان ولا يحميهم في الجولان... وهذا ما يؤكد أن أميركا مع مصالحها وليست حريصة لا على الأنظمة ولا على الأقليات ولا على الديمقراطية،بل تستخدم الأقليات والأنظمة في لعبة(الماريونيت) السياسية بحيث تمسك بالنظام فترفعه لمواجهة(الأقلية المعارضة)ثم تعود لتحاصره وترفع المعارضة،فتسجل الأنظمة إنتصارات وهمية،لتعود المعارضة وتنتصر على النظام(ديمقراطيا")فتهزمه ليعود الربح إلى الحبيب الأميركي،ويصبح الأميركي هو(الحكم والجلاد)،طالما أن(القرابين)للإله الأميركي تتنوع فمرة تكون الأنظمة ومرة القوى المعارضة.والمستغرب أن الشعوب والأنظمة والأقليات تهرع إلى المذبح الأميركي بطواعية أو خوفا".مما يجعل الأوطان ضحية الصراع،وتسقط البلاد واحدة تلو الأخرى مع ثرواتها،لتقف الشعوب صفوفا" طويلة أمام المساعدات الأميركية الناتجة من نهب الثروات الوطنية.نداؤنا للأقليات الدينية أو العرقية،للأنظمة للقوى السياسية بأن لا يقعوا فريسة الخداع الأميركي،فكلكم ضحايا الإستعمار الأميركي الجديد،ولا يتمايز الواحد عن الآخر إلا بالتوقيت،فهل تعود الضحايا إلى عقلها وتتنازل لبعضها البعض لحماية أوطانها ووجودها،أم توغل في لعبة(القمار السياسي)لتحقيق إنتصارات وهمية لا يحصد ثمارها إلا الأميركي المتربص بالجميع.