حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1578294 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
15/10/2006

المصدر:
عدد القرّاءالاجمالي : 3585


إن المناداة بالديمقراطية والعمل من أجلها هو عمل مشروع وواجب لتأسيس أي نظام يعتمد على الحد الأدنى من الخطأ بشرط أن تكون الديمقراطية منهجا سياسيا في خدمة المواطن الإنسان–دون أن تتحول إلى(اله)جديد تقدم فيه القرابين الإنسانية–المواطن–على مذبحها بهدف إحلالها ولو بالقوة والنار والدم،بل لا بد من خلق ثقافة سياسية وإجتماعية تصبح الديمقراطية نتاجا ديمقراطيا لها باختيار وقناعة المواطن أو على الأكثرية منهم بدل أن يلزم الجميع لهضمها ولا يكون لهم حق اختيار الوسيلة المناسبة أو تحديد الوقت اللازم أو المنهجية في ترسيخها انطلاقا من مبدأ حرية المعتقد وحق الإنسان في اختيار المبدأ الفكري والسياسي الذي يريد ضم حدود وضوابط حرية الآخرين وحقوقهم.والديمقراطية منهج سياسي عام تتغير مواصفاته التفصيلية وفق الديموغرافيا ووفق مستوى الوعي والحرية السياسية ووفق التنوع الثقافي والديني والعربي في أي مساحة جغرافية تسمى الوطن.والديمقراطية ليست وصفة دواء سياسية عامة يمكن استعمالها وفق ذات المبدأ على مستوى العالم وفق استشارة طبيبا واحد أوجبت الظروف السياسية العالمية أن يكون منفردا في أعطاء الوصفات واسمه الدكتور (أميركا)وفي نظرة تحليلية لتجربة العلاج الأميركي للنظم السياسية في العالم منذ خمسينيات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية أن العلاج الأميركي أنتج التالي:
-تدخل الطبيب السياسي الأميركي إلى فيتنام الموحدة وكانت نتائج التدخل عشرات القتلى من الفيتناميين وآلاف القتلى من الأميركيين وتقسيم فيتنام إلى شمالية وجنوبية وطبعا الإنسحاب الأميركي غير الكريم والإرتدادات السياسية والنفسية على المجتمع الأميركي.
-تدخل الطبيب الأميركي في كوريا والنتائج ألاف القتلى وتقسيم كوريا إلى جنوبية وشمالية والإنسحاب الأميركي من الشمال ورعاية كوريا الجنوبية كدولة ضمن الفلك الأميركي.
وفي القرن الحالي تدخل الأميركي في أفغانستان لتخليصها من بن لادن ومن نظام طالبان تحت عنوان الثأر من الأرهاب بعد أحداث 11أيلول2001والنتيجة حتى الأن ألاف القتلى وعدم قيام نظام أفغاني الا في جزء من العاصمة كابول الفوضى العامة في أفغانستان زيادة زراعة وتصدير الهيرويين بوجود أميركي واطلسي(مع أنهم يطالبون لبنان بأتلاف الحشيشة ويتأمرون عليه متناسيين ما يجري في أفغانستان)وتدخل الأميركي في العراق ليقيم الديمقراطية وإسقاط الطاغية الدكتاتور(صدام)(الذي صنعوه سابقا واستغلوه إلى أخر قطرة ضد إيران والكويت والسعودية وسوريا)وبعد ثلاث سنوات كانت النتائج:
العراق الواحد على أبواب التقسيم إلى ثلاث دول.
*عدد القتلى العراقيين تجاوز ستماية ألف عراقي عدا عن القتلى الأميركيين.
*العراق غارق في الديون ويستورد المحروقات وهو صاحب أكبر احتياط نفط في العالم.
*نظام سياسي يغرق في الطائفية القومية والعشائرية ليكون منهكا تحت عبء التفاصيل التي لا تؤسس لنظام قوي.
*امن مفقود واقتصاد مشلول وتحول العراق من ساحة ثقافة حضارية إلى صناعة القتل المهيأ للتصدير على طريقة الأفغان العرب سينتشر(العرب العراقيين)لينشروا رسالتهم العنفية في أرجاء العالم العربي والإسلامي.
كل ذلك وفي العراق 160000جندي أميركي مع ما يدعمهم في بحر الخليج وبالإضافة إلى القوات المتعددة الجنسيات ولم تستطع هذه القوة إحلال الأمن إلا إذا كانت هي راعية له وصولا إلى هدف التقسيم.وارتكازا على مبدأ الغرور والفوقية والأوامر العليا تصبح مسؤولية تدفق المسلحين على دول الجوار وليس على القوات الأميركية من الجانب الأخر على الحدود.
وقد عمل الأميركيون في العراق زمن الجنرال بريمر على إرساء ديمقراطية المواعيد المحددة كمشروع استثماري يجعل الشعب العراقي ملزما بشكل ألي بإجراء الإنتخابات النيابية وإجراء أنتخابات رئاسة الجمهورية ومواعيد تشكيل الحكومة ليست على أساس الواقع والإمكانيات بل على أساس ان السيد الأميركي قد حدد المواعيد وعلى الآلات الإنسانية المسماة مواطن عراقي أن ينفذوا الروزنامة السياسية الموضوعة دون نقاش مع ان هذا الشعب كان يعيش وسط سجن وطني كبير بعيدا عن الإعلام والسياسة والحرية والنقاش وخرج لتوه من حصار اقتصادي وعلمي وثقافي دام لأكثر من عشر سنوات وانفتح بشكل مخيف على العصر ومفرداته ومنها الديمقراطية ولسوء حظه أنها كانت(ديمقراطية أميركية)هدفها النفط وليس المواطن العراقي وحقه الإنساني.فالديمقراطية الأميركية في كوريا هدفها إنشاء قاعدة اقتصادية وسياسية اميركيه بالقرب من اليابان والصين حتى لو كان الثمن تقسيم كوريا.والديمقراطية الأميركية في فيتنام كان هدفهااقامة قاعدة عسكرية في شرق اسيا حتى لو كان ثمنها تقسيم فيتنام.والديمقراطية في افغانستان كان هدفها بناء قاعدة عسكرية واقتصادية على تخوم إيران والصين وروسيا وباكستان حتى لو كان ثمنها محو أفغانستان السياسية وأفغانستان الشعب من خارطة العالم.والديمقراطية الأميركية في العراق كان هدفها الإستقرار في أحضان أبار النفط العربية في الخليج وبناء قاعدة عسكرية واقتصادية بديلة عن إسرائيل أو على الأقل مستمدة لها في الأولى لشعور الإدارة الأميركية عن قصور وضعف إسرائيل عن كبح جماح العالم العربي(حركات التحرر)وليس الأنظمة وخاصة بعد نمو القوة العسكرية الإيرانية فكان القرار الأميركي إلى تنفيذ شعار إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ولما ظهر أن إسرائيل عاجزة عن تحقيق هذا الشعار تحملت أميركا الجزء الثاني منه فكانت إسرائيل على النيل وأميركا على الفرات على أمل يسقط العالم العربي البلد تلو الاخر ولكن من الداخل وليس بالاجتياح العسكري لعدم قدرة أميركا وإسرائيل على ذلك لكلفته الباهظة واستحالة تنفيذه ميدانيا.فكانت الوصفة السحرية للطبيب الأميركي تعميم الديمقراطية وبقراءة خاطئة في جزء منها وصحيحة في الجزء الاخر وقع الاختيار على لبنان كنقطة إنطلاق للمشروع الأميركي الإسرائيلي في إسقاط الشرق الأوسط وإعادة تصنيعه من جديد وفق مقولة(رايس)ولادة الشرق الأوسط الجديد كتعبير مستحدث عن نظرية الشرق الأوسط الكبير شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق.
أما القراءة الصحيحة فهي أن لبنان بلد ضعيف وصغير يرزح تحت الإحتلال والتهديد الإسرائيلي وهو لم يزل تحت تأثير نتائج الحرب الأهلية ويعتمد نظامه السياسي على موزاييك طائفي هش وسهولة استقطاب بعض القوى السياسية أو الطائفية التي لا تستطيع الحفاظ على مكتسباتها السياسية إلا من خلال الأستقواء بالخارج,شغف اللبناني بالحرية على مستوياتها كافة مع القيمة المضافة(النكهة اللبنانية)بالإضافة إلى سهولة الضغط الأمني والعسكري على لبنان من خلال الجوار الإسرائيلي المباشر وللخبرة الإسرائيلية الطويلة في إحتلال لبنان والتعامل مع بعض القوى السياسية فيه.
أما القراءة الخاطئة فهي أن الحرية والإحتلال وإرادة اللبناني في البقاء فقد أسست في لبنان لثقافة مقاومة على مستوى الجماعة متجاوزة حدود الطوائف وإن اختلفت نسبتها بين قليلة وكثيرة مع خبرة اللبناني السياسية والعسكرية وبعد تجاوز الحرب الأهلية عبر الطائف وبعد هزيمة الإحتلال في المرة الأولى عام 2000جعلت من القوى المقاومة للمشروع الأميركي تقف بصلابة وقوة تجاوز التكهنات والدراسات المادية الواقعية إضافة لذلك فإن فكرة(الجمع)في ثقافة الطوائف هي الأعم والأشمل والأكبر من فكرة(التنافر) وإن كانت فكرة الجمع والوحدة لا تظهر على الساحة السياسية إلا عند المنعطفات الوطنية الكبرى الخاصة في وجه العدوان الخارجي أو الكارثة السياسية ذات الوجه الإنساني ولهذا فإن فكرة الديمقراطية الأميركية في لبنان الهدف منها بناء قاعدة أمنية واستخباراتية وقاعدة استجمام للقوات الأميركية في الشرق الأوسط لأن الإنسحاب الأميركي من العراق لن يكون قريبا وفق الوقائع والتصريحات الأميركية بالإضافة ان المشروع الأميركي يريد تأمين الأمن الإسرائيلي على حدودها الشمالية(لبنان)وفي الداخل(الإنتفاضة الفلسطينية)والخطوة الأولى تكون بإلغاء الظهر الخلفي المساند و الحاضن لهذين المشروعين الفلسطيني واللبناني من خلال اسقاط الدور السوري أو تدجينه والخيار الأول هو تدجين النظام من خلال حصاره الخارجي وإثارة القلاقل بعناوين المعارضة السياسية للوصول إلى المقايضة بالإستقرار والبقاء مقابل التعاون وتقديم الخدمات في لبنان وفلسطين والعراق وإذا تمنع النظام فلا بد من اسقاطه وحصاره من لبنان وإسرائيل والأردن والعراق وتعريضه للموت البطيء والتاكل الداخلي.ولمناقشة الديمقراطية الأميركية ومدى توافقها مع الصيغة اللبنانية فإننا نرى استحالة لهذا التطبيق لأن لبنان محكوم بالديمقراطية(التوافقية)وليس بديمقراطية العدد أو الأكثرية وإذا تم إعتماد هذه الصيغة فإن الهدف منها هو:

تأسيس منهج سياسي يلغي الإمتيازات السياسية والإدارية للمسحيين في لبنان لأن العدد ليس في مصلحتهم الأن إلا إذا كان الهدف الأساس وضع المسيحيين امام خيارين إما أن يكونوا(أقباط لبنان)وفق التعبير الأميركي يرضون بما يعطى لهم أو يوضعون على أرصفة الهجرة الطوعية الموجهة للوصول إلى نسف الصيغة اللبنانية الفريدة في التنوع الديني والثقافي لتأكيد صعوبة قيام الدولة الواحدة في فلسطين بين اليهود والمسيحيين والمسلمين ولإسقاط فكرة الدولة المتنوعة طائفيا وقوميا لتأسيس منهج التقسيم العام للعالم العربي بعنوان الشرق الأوسط الجديد المؤلف من حوالي اربعين دولة أو بالتعبير الجديد وفق النموذج العراقي(اقليم)تكون إسرائيل(القائد الأكبر)فيهم وبدعم أميركي مباشر ليسهل مصادرة النفط في المستقبل للتحكم بالصناعة العالمية والإمساك برقاب أوروبا واليابان والصين حتى إذا ضعفت أميركا عن السيطرة العسكرية العالمية تكون قد أسست لسيطرة اقتصادية كبرى.أمام هذه الأهداف الأميركية الكبرى لا بد أن يستيقظ اللبنانيون من أحلامهم أن أميركا ورئيسها لا ينامون بسبب حرصهم على البعض في لبنان أو لبنان كله فلبنان في الحسابات الأميركية تفصيل صغير يمكن أن يقايضه الأميركيون في صفقات كبرى في المنطقة لأنه ليس الهدف بل الوسيلة والأداة وقديما قيل الشطرنج هو ذاته لكن اللعبة تتغير ونخاف أن تتغير اللعبة وفق المصلحة الاميركية التي ليس لديها متسع من الوقت في المستقبل ويترك الأميركيون (أصدقائهم)في لبنان على الطريقة الإسرائيلية في حرب الجبل أو في شرق صيدا أو في جيش لحد الذي تحول قائده الجنرال إلى صاحب مطعم في تل أبيب وجنود لحد إلى متسولين ومنبوذين وليتذكر البعض الطيار السوري الذي هرب بطائرته الميغ وأهداها لإسرائيل فقد تحول إلى متشرد يقتات على القمامة في شوارع تل أبيب ايضا.والسيد الأميركي الذي لا يمكن أن يعطيه أحد في لبنان ماأعطاه إياه شاه إيران ولكن عندما كانت المصلحة الأميركية تقتضي عدم استقباله فقد رفضته ومنعت عنه العلاج من السرطان وصدام حسين الذي صنعته ووظفته عادت فأسقطته وتحاكمه لأنه تجاوز حدود مهمته.أيها اللبنانيون خياركم الوحيد الحوار الوطني وحل المشاكل الداخلية ضمن مسلمةهي أن لبنان للجميع وليس لفئةوأن من يفتح النوافذ للخارج ليس بمأمن من مخاطرها وأن الخارج لا يعمل مجانا دون مقابل وأثمانه باهظة فليتنازل اللبنانيون بعضهم لبعض وليصنعوا ديمقراطيتهم التي تحمي حقوقهم جميعا تحمي وطنهم وهم المبدعون في الزمن.فلا يبدعوا في اختراع وسائل اعدام الوطن والأمن والسلم الأهلي خذوا من أميركا صناعتها وتقدمها العلمي ولا تأخذوا منها السياسة والأمن لانها لا تعترف بالإنسان وهي صاحبة القنبلة النووية الوحيدة لحسم مصالحها ومشكلتها انها ولدت من المنفيين والمقهورين وعلى أساس مصادرة حقوق الهنود الأصليين فكانت سياستها نتاج اجتماع الظالم والمظلوم الأسود والأبيض المقيم والمهاجر ولغة النظام في هكذا كيان إجتماعي أن السلطة للأقوى وبأي وسيلة.يبنما منهجنا الإنساني يقول أن السلطة للأكثر عدالة ورحمة وأن شرف الغاية من شرف الوسيلة وأن الهدف لا يبرر الوسيلة بل أن الهدف يحكم ويضبط الوسيلة هكذا تربى اللبنانيون على أساس قيمهم الإسلامية والمسيحية ولذا فهم متناقضون مع الديمقراطية الأميركية.وعليهم أن يستيقظوا قبل فوات الأوان فهل يوقظهم مستقبل أبنائهم وأحفادهم؟؟؟





مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by