حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1580195 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
29/9/2007

المصدر: السّفير
عدد القرّاءالاجمالي : 3431


لقد شكل إعلان أميركا الحرب ضد الإرهاب،شعارا خادعا لتغطية الإرهاب الدولي الذي شنته ضد العالم وشعوبه،وأول خطوات هذا الإرهاب،تأكيد حقها في إدارة العالم،وحصر مرجعية العدالة،وحقوق الإنسان،والتحرر والديمقراطية،والتدخل في شعوب الدول لها وحدها,بمصادقة مجلس الأمن الدولي،والأمم المتحدة,حيث ترجع إليهما عندما تدعو الحاجة,لخداع العالم ولكنها تفرض قراراتها وشروطها فيكون القرار أميركي الصنع،وبغلاف دولي.وقد منحت الإدارة الأميركية نفسها صفة الألوهية،عندما أعلن المحافظون الجدد أنهم ينفذون إرادة الله لإنقاذ العالم، وتحديد محاور الشر والخير،فأصبحت الدول والأنظمة والشعوب تصنف وفق موقعها وموقفها من أميركا،فإن كانت حليفة ومطيعة ومستسلمة أغدق عليها الأميركي ألقاب الإعتدال والحرية وضمها إلى محور(الخير الأميركي)،وإن كانت خلاف ذلك تبحث عن حريتها وتحرير أرضها وكرامة شعوبها،وحماية ثروتها الوطنية وتنمية إقتصادها،جعلها الأميركي في محور(الشر العالمي)بالمعنى الإلهي أميركيا،وضمن محور الإرهاب العالمي.وقد تجاوز الأميركيون دورهم وحقهم السياسي إلى مستوى إدانة الأديان الأخرى خاصة الإسلام,تارة بالإسلام الإرهابي وأخرى بالفاشي،وجعلوا أنفسهم مرجعية وحيدة,تصنف الدول والأنظمة والجماعات إلى معتدل وشرير إرهابي،وأصبح كل سلاح يشهر لمقاومة الإستعمار الأميركي الجديد،أو وصيفته السياسية إسرائيل هو سلاح إرهابي .بينما يتحول المحتلون لفلسطين والذين طردوا شعبها إلى(جيش دفاع إسرائيلي)،ويتحول الغزاة الأميركيون للعراق وأفغانستان مع كل المرتزقة إلى جيوش إنقاذ.ولعل الإدارة الأميركية قد أظهرت أنيابها وأهدافها الحقيقية،من بث الديمقراطية-الإسم المستعار-لغزو الشعوب وتقسيم الدول وتشتيت الأمم،بعدما تجرأ الكونغرس الأميركي بالتصويت على مشروع تقسيم العراق،متخذا لنفسه حق الولاية،على الشعب والدولة والكيان،وكأن العراق ملك الإدراة الأميركية كمستوطنة،يفعل بها ما يشاء على طريقة القراصنة الإرهابيين،ليعلن أن تقسيم العالم العربي والإسلامي بل تقسيم أي كيان قومي أو حضاري،رهن قراراته ومشيئته بعدما نجحت تجربة تفكيك الإتحاد السوفياتي إلى دويلات متفرقة،وتخلصت أميركا من القوة الموازية التي تعرقل سيطرتها وهمينتها على العالم.وكانت قد بدأت محاولات التقسيم(الصهيونية-الأميركية)للعالم العربي,مع بداية الحرب الأهلية في لبنان،ولما فشل المشروع الأميركي بدأ تفكيك الإتحاد السوفياتي، و تفكيك دول البلقان،من كوسوفو إلى البوسنة والهرسك , ثم عاد المشروع الأميركي ليظهر من جديد في حرب تموز 2006 في لبنان,والذي كان يشكل العملية القيصرية لولادة هذا المشروع الإستعماري التقسيمي في العالم العربي أولا،بعدما كانت بداية الحمل لهذا المشروع بدأت بغزو العراق عام2003، ولما لم تستطع أميركا وإسرائيل إستيلاد هذا المشروع في الساحة اللبنانية.ولأن الوقت بدأ يداهم(الأم)الأميركية قبل نهاية ولاية المحافظين الجدد والرئيس بوش,لجأت أميركا لإستخدام الساحة العراقية لولادة المشروع رغما عن إرادة الشعب العراقي والعربي و الرأي العام العالمي.وكأن أميركا تعلن بوقاحة وإستبداد،ولايتها غير المقنعة،لتمارس عملية إغتيال منظمة،للدول والشعوب والجماعات,عبر ممارسة عمليات الغزو والإحتلال،والحصار الإقتصادي,ومنع التقدم العلمي،ومصادرة مستقبل الشعوب وإبادة حضارات وتراث الأمم وتاريخها،وبالتالي يجب إحالة الإدارة الأميركية على المحاكمة الدولية والشعبية وطردها من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لمخالفتها المواثيق الدولية في إستغلال الدول،وحق تقرير المصير للشعوب,وحفظ حقوق الإنسان،وحفظ الحضارة والتراث العالمي.وإذا كانت أميركا حريصة على التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري-ونحن نؤيد كشف الحقيقة غير المزورة- فكيف يمكن السكوت عن إغتيال شعب وحضارة،في العراق دون عقاب أو حساب أو محاكمة..؟وبالتالي فإن أميركا تعيد نفس سيناريو تقسيم فلسطين ومن ثم إغتصابها،على يد الإستعمار البريطاني لها عبر وعد بلفور ومن ثم تسليمها إلى الدولة العنصرية إسرائيل،وبالتالي فإن مشروع تقسيم العراق المترافق مع تهجير العراقيين وإرهابهم سيؤول في نهاية المطاف إلى الإحتلال الأميركي الدائم,للسيطرة على النفط وإرهاب المنطقة، وفي قراءة لأعداد القتلى العراقيين منذ الغزو الأميركي نرى أنها فاقت قتلى نظام صدام مع فارق وحيد،هو أن قتلى النظام الديكتاتوري كانوا يختفون في مقابر جماعية غير معروفة، بينما آلاف العراقيين يقتلون ويعرف مصيرهم فورا في مقابرهم،وأعداد الفارين من نظام صدام قارب الخمسة ملايين عراقي وعدد الفارين العراقيين من إرهاب الإحتلال وجرائم القتل الجماعي يقارب هذا العدد أيضا ولكن في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأربع سنوات.وبالتالي فإن المنقذ الوهمي الأميركي والمخادع,والذي أعلن حرصه على الشعب العراقي وأسقط نظام صدام الذي صنعه بيده ودعمه،فإنه يكشف الآن عن وجهه الحقيقي,دون قناع بأن الهدف من إسقاط النظام وإحتلال العراق,ليس نصره الشعب العراقي-الضحية,بل هو تقسيم العراق ومصادرة ثرواته،والتأسيس لتفكيك العالم العربي والإسلامي حيث تطبق الكماشة العسكرية والإقتصادية الإسرائيلية والأميركية على الجسد العربي من النيل إلى الفرات لتقسمه إلى كيانات صغيرة تتقاتل فيما بينها لتصبح لقمة سهلة لإبتلاعها من الفيل الأميركي.أمام هذا المشروع الجديد لتقسيم العالم العربي ومحوه من الخارطة السياسية والحضارية وتغيير إسمه إلى الشرق الأوسط الجديد,كمرحلة متقدمة عن سايكس-بيكو فإن الرضوخ لهذا المشروع وعدم التصدي له من قبل الأنظمة والشعوب العربية وبشكل جدي غير مهادن وضعيف, سيؤدي لبدء العد التنازلي لتقسيم بقية البلاد العربية لكيانات طائفية وعرقية ومذهبية،وفي بعض الحالات لتقسيم المذهب الواحد أو الطائفة الواحدة إلى طائفة معتدلة وطائفة إرهابية,كما حصل في فلسطين بين الضفة التي تمسكها السلطة(السنية المعتدلة)وبين غزة التي تمسكها (حماس السنية الإرهابية)وفق التوصيف الأميركي.في هذه اللحظة المصيرية لعالمنا العربي، إما أن نقف جميعا شعوبا وأنظمة لمواجهة المشروع في خندق واحد ونتجاوز الخلافات،وإلا سيعود العرب إلى جاهليتهم الأولى عشائر كبرى بمسميات حديثة إسمها(الدول الوهمية) ليضيعوا في صحرائهم من جديد ويفتشوا عن بئر ماء يرووا به عطشهم.وكما صادرت الصهيونية فلسطين مهد الرسالات ومنبع المسيحية لإسقاطها،تلتف الصهيونية من جديد عبر المحافظين الأميركين الجدد لإسقاط العراق والجزيرة العربية,موئل الإسلام الحنيف,لإسقاط الإسلام،ليبقى العالم رهينة اليهودية المحرفة والمنحرفة،التي تحمل إسم الصهيونية تعيث فيها فسادا لتحكم الأرض ومن عليها,بصفتها شعب الله المختار وتكون الشعوب في خدمة أسيادها الصهاينة الجدد.


مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by