لقد اسقط القدر الساحة اللبنانية في فخ(الحرب)بعيد إستقلال لبنان منذ إغتصاب فلسطين, وتشريد مواطنيها,وأصبح لبنان ينتقل ما بين(الحرب الداخلية الأهلية)وبين الحروب الخارجية وإذا ما احتسبنا عمر الإستقلال اللبناني الذي تجاوز الستين عاما" وما رافقه من حروب،نرى أن لبنان تعرض لخمس اجتياحات عسكرية وحروب كبيرة في الأعوام:1948-1978( إجتياح للبنان)1982-(إجتياح بيروت)1993(عناقيد الغضب)1996–وحرب لبنان الثانية2006. بالإضافة إلى إقامة دولة سعد حداد في الشريط الحدودي(دولة داخل الدولة)التي ورثها اللواء إنطوان لحد الذي بقي زعيما"(للميليشيات الحدودية ودولته المستقلة) عن لبنان, تحت الحماية الإسرائيلية,ولكنه بقي يقبض راتبه مع جنوده من خزينة الدولة اللبنانية وبين هذه الحروب والإجتياحات الكبرى.كانت حرب التدمير والإرهاب والخطف والإغتيالات والقصف اليومي المستمر،للجنوب اللبناني خاصة ولبنان عامة. ولم يستطع لبنان أن(يصرف)الشيك الدولي المسمى القرار425 لإجبار إسرائيل على الإنسحاب أكثر من عشرين عاما"،ولم يستطع لبنان إرسال جيشه إلى الجنوب ووقف على تخوم كوكبا تمنعه إسرائيل والميليشيا التابعة. وبالتالي كانت(الحرب المفتوحة)(والقتل المستمر)والتدمير الشامل خبز الجنوبيين اليومي،ولا من مغيث ولا معين،ولا دولة تحمي أو تعوض،أو تبني الملاجئ والمستشفيات حتى أضطر اللبناني الجنوبي مستندا" إلى غريزة(البقاء حيا")وعلى القانون الأخلاقي والإنساني,الذي يوجب ويجيز حق الدفاع عن النفس أمام الخطر أو الإعتداء,أن يدافع عن نفسه بما تيسر من أبسط السلاح.فكانت دعوة الإمام الصدر لتأسيس مقاومة شعبية لبنانية،وكانت دعوات كثير من الأحزاب الوطنية اللبنانية للمشاركة في المقاومة بكل أشكالها المدنية والمسلحة،حتى استطاع تكامل الجهود الشعبية والحزبية المدنية والمسلحة,وصمود الأهالي أن يحقق الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة عام2000،ويحقق الإنتصار والصمود عام2006.لكن الحرب لم تنته وقد يستغرب البعض كيف يطلق مصطلح الحرب المفتوحة فهل نسي الجميع أن حرب تموز لم تنته ولم تغلق،فالقرار(1701)هو أحد النوافذ الكبيرة المشرعة، للحرب المفتوحة,فقد نص القرار(1701)على وقف العمليات العدائية ولم يعلن وقف إطلاق النار,بمعنى تعليق الحرب مؤقتا" كهدنة طويلة,حتى تستجمع إسرائيل قوتها من جديد,لإستئناف الحرب حتى لا تحتسب عليها خسارة الحرب,وإنما تعترف بخسارة جولة من جولات الملاكمة العسكرية,بينها وبين المقاومة.
ولذا فإن الخروقات الإسرائيلية برا" وبحرا" وجوا" لم تتوقف،وبإعتراف القوات الدولية التي حصرت مهمتها بإحصاء الخروقات دون التصدي لها،والتي مثلت النافذة المفتوحة دائما"، واستمرت إسرائيل بخرق جدران الإستقرار الأمني عبر الإغتيالات على الساحة اللبنانية وصولا إلى الساحة السورية أخيرا"،ويمكن إلى ساحات أخرى في المستقبل وفق توصية رئيس الموساد السابق بعدم هدر أي فرصة متاحة لإغتيال قادة المقاومة في لبنان وفلسطين...فالحرب المفتوحة،قد فتحت أبوابها ونوافذها منذ إحتلال فلسطين ولم تنته بعد،ولن تنته إلا إما بالسلام الشامل والعادل الذي يرجع للفلسطينيين والعرب حقوقهم في الأرض والحياة،وإما إنهاء الحالة الشاذة تاريخيا" وهي حالة إغتصاب أرض وشعب ووطن،لصالح جماعة بالقوة التي تضمن بقاء دولة اسرائيل،فإذا هزمها أو تجاوزها صاحب الحق بقوة أعظم،إنهارت وزالت،وعندها تغلق أبواب الحرب المفتوحة،لصالح الحياة الآمنة والسلام الشامل...حتى ذلك الحين سيبقى الدم والدمار والنار...يلتهم الأخضر واليابس في كل الساحات...