بعد الاحداث السياسية التي أعقبت اغتيال الرئيس الحريري وانسحاب الجيش السوري، تجمعت الرؤى السياسية ضمن اطارين هما8و14واذار وتطورا سياسيا موالاه ومعارضه،وعلى الصعيد العام تصادمت وجهتا النظر،حيث أعتقدت قوى 14اذار ،ان المصلحة اللبنانية تكون بالسير ضمن القافلة الاميركية مع المعتدلين العرب بإتجاه السلام مع اسرائيل، مع الاعتراف بضرورة التفوق العسكري الاسرائيلي لإقامة التوازن بين الاكثرية العددية العربية والاقلية الاسرائيلية.
وترتكز وجهة نظر الموالاة على ان إمكانيات لبنان( لفقير الموارد) و خصوصياته المتعددة ان يبيع الخدمات الشاملة للعالم العربي( المتخلف)فيؤمن الكفاءات العلمية و السياحة ومتطلباتها.... ويصبح المصرف والمستشفى والجامعة للعرب ،وهذا ما يوجب السلام مع اسرائيل، ودمج الفلسطينيين التوطين ) لتأمين العمالة غير المستوردة من سوريا ، ويتطلب ايضا محاربة الاصولية الدينية او الثقافة الدينية الملتزمة ، لانها تتعارض مع الانظمة الاقتصادية ، والمتطلبات السياحية.........
وتعارض المعارضة اللبنانية ذلك ،و تقول ان نظامي المبادىء والمصالح يمنعان الانخراط في المشروع الاميركي المسمى( الشرق الاوسط الجديد ) وذلك وفق ادلة حسية وقراءة موضوعية لتجارب الشعوب وألأنظمة ، التي انخرطت في المشاريع الاميركية، وما لبثت ان دفعت الاثمان الغالية، واذا ما تجاوزنا الموقف العقائدي سواء على مستوى الفكر الديني او الفكر القومي او العلماني والذي يجمع في اكثريته على العداء والمواجهة للمشروع الاميركي – الصهيوني، فاننا ووفق نظام المصالح السائد والناظم للعلاقة بين الدول والجماعات ،فإن المعارضة و بناء على معطيات ميدانية وتاريخية ان المصلحة الوطنية تفرض المواجهة او الممانعة حفظا للكيان الوطني ، ووحده الشعب والمؤسسات وبشكل عقلاني وموضوعي فانها توضح النقاط التالية:
- ان عدم توازن القوى والقدرات بين لبنان والاتحاد الاميركي- الصهيوني، يخضع لبنان لمعادلة التابع والمتبوع ولن يستطيع رفض الشروط او الاملاءات.
- ان الاستراتيجية الاميركية تهدف لتامين مصالحها ومصلحة الكيان الاسرائيلي كاولوية وحق مكتسب، وعلى الشعوب والانظمة وضع امكانياتها وثرواتها بتصرف هذا الاتحاد الاستعماري الجديد.
- ان الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان كانت ولا تزال منذ اغتصاب فلسطين ومع وجود القرارات الدولية التي تطالب بالإنسحاب والعودة ،لم تنفذ اسرائيل أي قرار دولي ، وتمتعت بالحماية الاميركية ، ولم يحرر الارض الا المقاومة وبمبادرة ذاتية مع تعرضها للتضييق والحصار.
- وجوب قراءة التجارب السياسية والعسكرية للاميركيين والاسرائيليين مع حلفائهم من ملوك ورؤساء وانظمة وجماعات وعملاء، حيث ان مصير هؤلاء كان اما ألتخلي او القتل ، في حال تضاربت مصالح الاتحاد الاميركي والاسرائيلي ، مع مصالح هؤلاء فكانوا قرابين المصالح الاميركية والاسرائيلية ( شاه ايران – صدام حسين – عملاء جيش لحد – العملاء الفلسطينيون...).
- ان التدخل الاميركي المباشر عسكريا وسياسيا في دول عديده بهدف حمايتها وحماية الديمقراطية ولتعزيز تطورها أثمر نتائج عكسية وبالوقائع ( فيتنام – كوريا الشمالية والجنوبية....أفغانستان ....العراق).
لذافإن المطلوب صياغة مشروع وطني ممانع، وفق جبهة وطنية، يكون هدفها الأساس، وحدة الكيان الوطني والسيادة الحقيقية على ان تكون هذه الجبهة جامعة لكل القوى السياسية الاسلامية والقومية والعلمانية ضمن برنامج سياسي وطني واقعي يحفظ الخصوصيات لكل فريق دون الذوبان المتبادل ،وتوحيد الموقف السياسي ،القائم على العداء لاسرائيل ، والتصالح مع المحيط العربي ، وعدم الذوبان في المشروع الاميركي ، على ان يتم التعامل مع مكونات هذه الجبهة بشكل يؤمن الاحترام والحقوق، فلا يبقى التمثيل انيابي والوزاري حكرا على الاطراف السياسية فقط، بل يجب ان يحفظ حقوق الشخصيات المعارضة ،خاصة واننا على اعتاب الانتخابات النيابية المقبلة ، وفي حال المصداقية والواقعية لهذا المشروع يمكن تطويره لإقامة جبهة قومية اسلامية على ساحة الوطن العربي تحمل قضايا الامة بعد تخلي الانظمة طوعا او قهرا... فهل نبدأ؟؟