حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1581950 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
20/3/2009

المصدر: الثبات - عدد55
عدد القرّاءالاجمالي : 3083


إن إرهاصات السياسة الدولية،وخاصة الأميركية المتجهة نحو تهدئة الساحات الساخنة،و التموضع السياسي في نقطة تحديد الخيارات والرؤى المستقبلية،تحت تأثير معطيات :

1- التغيرالبنيوي للإدارة الأميركية ووصول الديمقراطي أوباما.

2-الازمة المالية العالمية وخاصة الأميركية التي ضربت المجتمع الأميركي داخليا".

3- فشل المشروع الأميركي العسكري خارجيا" في أفغانستان والعراق وفلسطين وسياسيا" في لبنان وسوريا وإيران.

4- صمود قوى المقاومة والممانعة على مستوى الدول والحركات الشعبية.

5- فشل الدول العربية المتحالفة مع أميركا في إثبات وجودها السياسي على الساحة العربية.



نتيجة هذه الإخفاقات الأميركية – الإسرائيلية ، عجز هذا المحور من الاستمرار في حركة الهجوم السياسي والعسكري،ونتيجة عدم توفر ظروف ومقومات الهجوم عند محور الممانعة،والاكتفاء بموقع الدفاع وإرباك الخصم ،مما دفعت المحورين المتضادين إلى خيار(المساكنة)والحوار الهادئ بانتظار الفرصة المناسبة لإعادة تكرار الهجوم والضغط من قبل المحور الأميركي-الإسرائيلي،والتقاط الأنفاس وتجميع القوى وتدعيمها من قبل محور الممانعة والمقاومة.

وبما أن مفتاح الحوار أو إطلاق النار السياسي بيد الإدارة الأميركية، وبعد جولة الاستطلاع الفرنسية مع السوريين،وكذلك المفاوضات الإيرانية –الأميركية عن بعد في العراق،فقد باشرت الإدارة الأميركية الحوار مع سوريا مباشرة،وسمحت لقوى(الاعتدال العربي)أن تباشر الحوار مع سوريا،لترغيبها بالحوافز العربية المتعددة ،مقابل انفصالها عن السياسة الإيرانية،لأن فترة الحوار الحالية ستعمل على تفكيك محور الممانعة عبر الوسائل الهادئة ، سواء بالعناوين القومية أو المذهبية أو الضغط الاقتصادي أو السياسي والانتخابي وغيره لتهيئة الأجواء المستقبلية لإعادة المحاولة مرة ثانية لتوجيه الضربة القاصمة والثأر للفشل الأميركي السابق.

ولذا فإن قمة الرياض التي حضنت السعودية ومصر وسوريا واستبعدت قطر منها،حاولت فتح الحضن العربي لسوريا مقابل مغادرة سوريا موقعها ألتحالفي مع إيران،وبالتالي تضعف إيران عربيا" وإسلاميا"،وتصبح(الرقبة السورية)في قبضة الاعتدال العربي حيث يضغط عليها في اللحظة المناسبة والقاتلة ،وبما أن سوريا تشكل العمود الفقري لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان فإن أضعافها سيؤدي حتى إلى اختزال المسافة للقضاء على (حماس)و(حزب الله)،وتكون الدبلوماسية الناعمة أكثر فعالية من السلاح القاتل.

هذا ما أراده المحور الأميركي ،ولم يقع فيه المحور الممانع حيث طرحت سوريا مشروعا" بديلا"،يعتمد على إمكانية تسخير العلاقة الإيرانية-السورية إلى علاقة إيرانية-عربية تضاف إلى العلاقة التركية-العربية لتدعيم الموقف العربي ،لتحصين قضاياه المركزية وأمنه الإستراتيجي ونظامه الاقتصادي المرتبط عضويا" مع دولتين إسلاميتين صناعيتين، وتملكان الإمكانيات الاقتصادية والزراعية والعسكرية التي يمكن من خلالها تأسيس ائتلاف (عربي-تركي-إيراني)كمنظومة سياسية عسكرية بحكم الموقع الجيوسياسي لهذه الأطراف،وبحكم الشراكة العقائدية(الإسلام)،ويحكم الثروات النفطية والاقتصادية والمائية المشتركة،مع إمكانية قيام علاقات مع الدول وليس مع الحركات الشعبية والمقاومة.

حيث أن إقفال ابواب التعاون الرسمي،فرضت التعاون من النوافذ الشعبية،مع التعهد السوري بالتفاهم مع الإيرانيين على قيام هذه التفاهمات مع(الشرعيات العربية) الرسمية المتمثلة بالأنظمة،لحماية هذه الأنظمة من الحركات الداخلية المناهضة ،التي يمكن أن تستفيد من الدعم الإيراني نتيجة التشنج مع الأنظمة الرسمية، وأن سوريا ستكون إلى جانب العرب أكثر من وقوفها إلى جانب الطرف الإيراني، مع محاولتها الدائمة لتقريب وجهات النظر والاستفادة من تجربتها مع إيران بشأن الهوامش الخاصة بخصوصياتها وخصوصيات الإيرانيين،وكمثال على ذلك قضية المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيوني من خلال الوساطة التركية،التي لم تهز العلاقة السورية-الإيرانية،من خلال التفهم المشترك والعميق والعقلاني لضرورات اللعبة السياسية الإقليمية والدولية،واستيعاب الخلل في موازين القوى والحفاظ على الحقوق.

وقد سارعت سوريا إلى تنفيذ ما أعلنته في قمة الرياض وبالتفاهم مع الإيرانيين وبعد أحداث البقيع التي تحدث لأول مرة على الأراضي السعوديةن ،وبعد القرار المغربي الانفعالي والتصعيدي لقطع العلاقات مع إيران،فقد اثمرت الاتصالات السورية-الإيرانية إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى المملكة السعودية لطمأنة(الاعتدال العربي)برغبة الإيرانيين بالتعاون والتفاهم وتبريد الأجواء وتسهيل المصالحات في لبنان وفلسطين وغيرها من بؤر التوتر.

إن الاعتراف الأميركي بالدور الإيراني على صعيد المنطقة ،خاصة في مناطق الاحتلال الأميركي في أفغانستان والعراق، والذي ترجم بالدعوة الأميركية لمشاركة إيران في المؤتمر الخاص بأفغانستان، وكذلك المفاوضات الأميركية-الإيرانية-العراقية في العام الماضي،تؤشر لعدم ممانعة قيام تعاون أميركي-إيراني في حال كان الحوار في مصلحة الطرف الأميركي وكذلك الإيراني، مما يدحض مقولة(الفيتو الأميركي)ضد الدور الإيراني حتى في فلسطين ولبنان خاصة إذا أثمر هذا التعاون في حلحلة وتهدئة الأمور، سواء في المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية أو في المصالحة اللبنانية-اللبنانية.

وهذا ما يجب أن يتعلمه أكثر العرب في سياساتهم ،بأن الآخرين وخاصة الأميركيين يعتمدون على نظام مصالحهم وليس على نظام ومصالح الآخرين، أو على المبادئ والقيم الأخلاقية،ويجب أن تكون علاقاتهم مع جيرانهم سواء في إيران أو تركيا أو روسيا وغيرها، بما يضمن مصلحة الأمة ويحصنها وعدم الدخول في آتون الصراعات المتعددة المبررات والوسائل،والتي تهدر حقوق الشعوب والدول.

السؤال الأساس...؟

هل تستطيع سوريا أن تقوم بالدور المطلوب والصعب في قيام تعاون إيراني-عربي ،أو المساكنة السياسية وتنظيم الخلافات وإدارة المنافسة،ولجم الصراعات الحادة،ومنع العمل الكيدي على المستوى السياسي والأمني.

حتى الآن تبدو الوقائع الدولية والإقليمية والذاتية للفرقاء المتخاصمين، تؤشر إلى إمكانية تحقيق هذه الأهداف ويبقى الخوف والقلق،من أن ينتفض الأميركي من كبوته وأزماته ليعيد خلط الأوراق بما يضمن مصالحة أولا"... وعلى حساب الآخرين


مقالات ذات علاقة


مقابلة في الذكرى الثانية عشرة للثورة البحرينية نسيب حطيط - التحية للأخوة اهل...


التحالف العربي الاسرائيلي نسيب حطيط ان مشروع حصار المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية من قبل العدو...


المجلس الشيعي وسوريا نسيب حطيط ان #علاقة_الشيعة بسوريا علاقة تاريخية قديمة منذ #الشهيد_الاول...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by